• Thu, Jul 2025

صرخة في الظلام

صرخة في الظلام

كانت نورا تعمل ممرضةً في مستشفى قديم في أطراف المدينة. في تلك الليلة الممطرة، كانت مناوبتها هادئة بشكل غير مألوف. جلست خلف مكتب الاستقبال تحتسي قهوتها، حين رنّ هاتف المستشفى الأرضي برنين حاد، كسر صمت الممر الطويل.

رفعت السماعة قائلة:
"مستشفى الرحمة، كيف يمكنني مساعدتك؟"

لكن لم يكن هناك صوت في الجهة الأخرى، سوى أنفاس ثقيلة متقطعة، تبعها صوت امرأة هامس، كأنه صادر من عالم آخر:
"أنقذوني... أنا في الغرفة 207..."

تجمدت يد نورا على السماعة، فقد كانت تعرف المستشفى جيدًا، والغرفة 207 لم تك

الفصل الثاني: الغرفة المنسية

وضعت نورا السماعة بسرعة، ونهضت من كرسيها مترددة. قررت الذهاب إلى الغرفة 207، رغم أن كل خلية في جسدها كانت تخبرها بألا تفعل.

سارت في الممر الطويل، وكانت الأضواء تومض بشكل غريب، مما زاد من توترها. عندما وصلت إلى باب الغرفة، كان مغلقًا بإحكام، والغبار يملأ مقبضه، مما يدل على أنه لم يُفتح منذ زمن.

مدت يدها بحذر، وأدارت المقبض... فُتح الباب بصرير مخيف. دخلت نورا ببطء، فوجدت الغرفة مظلمة، إلا من ضوء خافت قادم من النافذة المتسخة. لم يكن هناك أحد.

لكن فجأة، لاحظت شيئًا جعل قلبها يكاد يتوقف... على السرير، كان هناك هاتف أرضي، وسماعة الهاتف تتأرجح كما لو أن أحدهم قد استخدمه للتو!

 

الفصل الثالث: المرأة ذات الرداء الأبيض

بينما كانت نورا تحاول استيعاب ما يحدث، لمحت انعكاسًا في مرآة الغرفة. كان هناك ظل لامرأة ترتدي رداءً أبيض، تقف خلفها مباشرة!

استدارت نورا بسرعة، لكن لم يكن هناك أحد. شعرت برجفة تسري في جسدها، ثم سمعت همسًا آخر، أكثر وضوحًا هذه المرة:
"ساعديني... أنا هنا منذ زمن طويل..."

نورا شعرت بأنها ستفقد عقلها، فهرعت إلى السجلات القديمة في المستشفى، بحثًا عن أي معلومات عن الغرفة 207. وبعد ساعات من البحث، وجدت ملفًا قديمًا مغبرًا يحمل اسم ليلى حسن.

كانت ليلى مريضة دخلت المستشفى عام 1985، لكنها اختفت في ظروف غامضة، ولم يُعثر على جثتها قط. كانت آخر مرة شوهدت فيها... في الغرفة 207.


الفصل الرابع: الحقيقة المدفونة

قررت نورا البحث أكثر، فسألت كبار السن من الموظفين. بعد تردد، أخبرتها إحدى الممرضات العجائز:
"ليلى كانت حاملاً، وكانت على وشك الولادة، لكنها دخلت في غيبوبة مفاجئة... وفي إحدى الليالي، اختفت ببساطة. لا أحد يعرف ما حدث لها."

زاد الفضول والخوف في قلب نورا، فقررت العودة إلى الغرفة 207 ليلًا. وعندما دخلت، سمعت صوت بكاء طفل رضيع قادم من العدم. فجأة، بدأت الجدران تهتز، وسقطت صورة قديمة كانت معلقة على الحائط.

انحنت نورا لالتقاط الصورة، وعندما قلبتها، وجدت على ظهرها عبارة مكتوبة بخط يد مرتجف:
"ابني... أين هو؟"


الفصل الخامس: المواجهة الأخيرة

في تلك اللحظة، شعرت نورا ببرودة غريبة في الهواء، وظهر أمامها شبح ليلى، وجهها شاحب وعيناها مليئتان بالحزن. أشارت إلى خزانة خشبية قديمة في زاوية الغرفة، ثم تلاشى جسدها تدريجيًا.

اقتربت نورا بيدين مرتجفتين، وفتحت الخزانة بصعوبة... لتجد داخلها بطانية صغيرة متآكلة، وورقة قديمة مكتوب عليها اسم "عمر".

أدركت نورا الحقيقة المفزعة... ى لم تختفِ، بل قُتلت في هذه الغرفة، وطفلها قد أُخذ منها. ربما كانت روحها تبحث عن إجابة طوال هذه السنين.


الفصل السادس: الختام

أخذت نورا الأدلة إلى الشرطة، وبعد تحقيق طويل، تم العثور على رجل مسن كان يعمل طبيبًا في المستشفى قديمًا، وهو من أخفى وفاة ليلى واستولى على طفلها، الذي كبر دون أن يعرف الحقيقة.

تم لم شمل الابن بحقيقة والدته، وبمجرد أن عُرف السر، لم تعد الغرفة 207 مسكونة... ولم يُسمع صوت المكالمات الغامضة مرة أخرى.

لكن نورا، في بعض الليالي، كانت تشعر بنسمة باردة تمر بجانبها، كأن روحًا امتنانًا تقول لها:
"شكرًا لكِ... لقد حررتِني."

Reinhold Christiansen

Queen in a pleased tone. 'Pray don't trouble yourself to say to itself in a melancholy air, and.