كان آدم كل شيء بالنسبة لها، صديقها، حبيبها، وسندها الوحيد في هذه الحياة القاسية. التقيا صدفة في الجامعة، ولم تحتج قلوبهما سوى لحظات قليلة لتجد ملاذها في بعضها البعض. كان يعدها دائمًا بأن يكون معها، مهما اشتدت الظروف، لكن القدر كان له رأي آخر.
في ذلك اليوم المشؤوم، ودعها بابتسامة مطمئنة وقال:
"لا تخافي، سأعود قبل أن تشتاقي إليّ."
لكنه لم يعد أبدًا.
تلقت سارة الخبر عبر مكالمة هاتفية باردة، تخبرها أن حادث سيارة مفاجئ أنهى حياته على الفور. لم تصدق، رفضت التصديق، ولكن غيابه الطويل لم يترك لها خيارًا سوى مواجهة الحقيقة.
حاولت أن تمضي قدمًا، لكن كل شيء حولها كان يذكرها به. صوته كان يتردد في أرجاء غرفتها، ورائحة عطره لا تزال عالقة في معطفه الملقى على كرسيه المفضل. حتى الكتب التي كان يقرؤها، بقيت مفتوحة على آخر صفحة وصل إليها.
في تلك الليلة، كتبت سارة رسالة طويلة مليئة بالكلمات التي لم تسنح لها الفرصة لقولها. أخبرته كم تشتاق إليه، كم تحتاج إليه، وكم أن الحياة أصبحت بلا معنى بعده. طوت الرسالة بعناية، وضعتها في ظرف، وكتبت على الغلاف: "إلى آدم، حيثما كنت."
خرجت إلى الشرفة، رفعت الرسالة إلى السماء، وأطلقتها مع الريح علّها تجد طريقها إليه. كانت تعلم أن الرسالة لن تصل، لكن قلبها كان بحاجة لتلك اللحظة، لحظة الوداع الأخيرة.
أغلقت عينيها، وهمست:
"لقد تأخرت كثيرًا، لكنني أحبك أكثر مما تتخيل."
وفي تلك الليلة، نامت للمرة الأولى منذ سنوات، دون أن تبكي