لا يخلو الزواج من خطوات إلزامية تسبق إتمامه، ومن بينها الفحص الطبي قبل الزواج، والذي يُجرى للتأكد من خلو الطرفين من أي أمراض قد تؤثر على مستقبل حياتهما الزوجية. ولكن، ماذا لو تحوّل إجراء روتيني إلى كابوس يهدد حياة فتاة بريئة؟
لا يخلو الزواج من خطوات إلزامية تسبق إتمامه، ومن بينها الفحص الطبي قبل الزواج، والذي يُجرى للتأكد من خلو الطرفين من أي أمراض قد تؤثر على مستقبل حياتهما الزوجية. ولكن، ماذا لو تحوّل إجراء روتيني إلى كابوس يهدد حياة فتاة بريئة؟
قبل شهر واحد من زفافي، ذهبت برفقة خطيبي لإجراء الفحوصات الطبية الإلزامية. لم أتوقع أن تكون العملية أكثر من مجرد خطوة شكلية، حتى فوجئت بوجود طبيبة جديدة في المستشفى تُصرّ على اتباع الإجراءات بدقة متناهية.
خضعت للفحص دون قلق، لكنني لاحظت أن الطبيبة تحدق في شاشة السونار بقلق غريب، قبل أن تطلب مني إجراء تحاليل إضافية. وعندما سألتها عن السبب، طمأنتني بقولها:
"لا تقلقي، مجرد إجراءات روتينية."
خرجت برفقة خطيبي لإجراء التحاليل المطلوبة، ولم تمضِ سوى دقائق حتى ظهرت النتيجة. فجأة، اقترب مني طبيب المختبر بابتسامة عريضة وقال:
"مبروك يا مدام!"
نظرت إليه متعجبة قبل أن أرد باندهاش: "الله يبارك فيك، لكني لست متزوجة بعد!"
في لحظة تحوّلت الابتسامة إلى نظرة صدمة، ثم قال بصوت ثابت:
"التحليل إيجابي... أنتِ حامل."
تجمدت في مكاني، غير قادرة على تصديق ما أسمعه. ظننت أنها مجرد مزحة، ولكن قبل أن أستوعب وقع الكلمات، سمعت صوت خطيبي ينفجر غضبًا، متهمًا إياي بالخيانة.
دون تفكير، وجه إليَّ صفعة قوية أمام الجميع، ثم صاح بغضب:
"كنت سأرتبط بكِ وأبني حياتي معكِ، بينما تحملين طفلًا من رجل آخر؟!"
نظرات الاستهجان طوقتني من كل جانب، والهمسات الحارقة ملأت المكان. قبل أن أفكر حتى في الدفاع عن نفسي، تركني خطيبي ورحل، محطمًا كل أحلامي ولحظات السعادة التي رسمناها معًا.
وصلت إلى المنزل منهارة، محطمة النفس، وغرقت في نوم طويل هربًا من هذا الكابوس. لكنني استيقظت على صراخ خطيبي وهو يطالب أبي بردّ الذهب الذي قدمه لي، مرددًا أمام الجميع:
"ابنتك حامل! اسألها من والد الطفل وزوّجها له!"
نظر إليَّ والدي بعيون غاضبة، لكنه لم ينجرف خلف العاطفة، بل سألني بحزم:
"هل أنتِ متأكدة من كلام الطبيب؟ هل راجعتِ الطبيبة؟"
أجبته بصوت مرتعش: "أنا متأكدة مما قاله الطبيب، لكنني لم أعد إلى الطبيبة."
في صباح اليوم التالي، توجهت مع والدي إلى المستشفى، وعند وصولنا، طلبنا من الطبيبة إعادة الفحص للتأكد من النتيجة. استلقيت على السرير بينما أعادت الطبيبة فحصي بالسونار، مرت لحظات من الصمت قبل أن تهمس بدهشة:
"هناك خطأ! التحليل الذي استلمتهِ ليس لكِ، لقد حدث تبديل في العينات... أنتِ لستِ حاملًا!"
نظرت إليَّ بأسف، بينما اشتعل غضب والدي:
"كيف يحدث خطأ بهذه الفداحة؟ أنتم تهدمون البيوت بسبب إهمالكم!"
خرجت من المستشفى وأنا أشعر أن العالم بأسره قد انقلب ضدي. صحيح أن الحقيقة ظهرت، لكن بعد أن فقدت خطيبي، واحترق اسمي في المجتمع، وتجرعت مرارة الاتهام دون ذنب.
في النهاية، أدركت أن الحياة قد تكون ظالمة أحيانًا، وأن الناس أسرع في إطلاق الأحكام دون البحث عن الحقيقة. لكن مهما حدث، فإن الحقيقة لا بد أن تظهر، حتى لو بعد فوات الأوان
في عالم تسيطر فيه الفروقات الاجتماعية على العلاقات، يجد البعض أنفسهم في صراع بين الحب والتقاليد. هذه القصة تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها العشاق عندما يصطدم الحب بالعادات والأعراف العائلية.
